مول الأندلسية
أحد ملامح هذه الثورة العمرانية “مول الأندلسية” أحد فروع مول الأندلسية
السعودي، والذي من المتوقع افتتاحه في الخامس عشر من الشهر الجاري.
بدأت الفكرة بسوبر ماركت يوفر البضائع بأسعار منافسة، ثم تطور إلى هايبر
ماركت، رأس ماله 100 ألف دولار، يقول إيهاب العيسوي المدير التنفيذي للمول ،
ويتابع : “كنا نطمح في استئجار أرض وإنشاء هايبر ماركت بسقف معدني –ما
يسمى بركس-، لكن كبرت الفكرة وتطورت بشكل سريع حتى تحولت إلى ما ترون، مبنى
من ثلاث طوابق بمساحة إجمالية 3000 م2، حيث وجدنا مبنى جاهزا وأعجب
مساهمون بالفكرة وشاركونا ليصبح رأس المال قرابة 3 مليون دولار”.
جانب من المول
لماذا المول؟
يهدف المول التجاري الجديد إلى تعزيز مفهومين، يقول العيسوي ” الأول جودة
المنتج والمنافسة في هذا المجال، وثانيا توفير المواد الأساسية بأسعار
منخفضة تراعي حاجات المحاصرين” غير أنه في الوقت ذاته راعى معايير اللباقة
والنزاهة في اختيار الموظفين، ويضيف العيسوي : “نهدف أيضا إلى إيجاد فرص
عمل جديدة، حيث راعينا مهنية الاختيار وفتح الباب أمام الجميع، فعقدنا
امتحانات ومقابلات للتوظيف فاخترنا 40 شخصا من أصل 700 متقدم”.
تعقيدات وتحد
الكثير من النقص في المواد الأساسية وأهمها الإسمنت شكلت عقدة كبيرة، يقول
العيسوي : “السلم الكهربائي مثلا انتظرنا 7 أشهر حتى وصلنا عبر المعبر
الصهيوني، والزجاج الخاص بسمك 10ملم والذي يتحول إلى حبيبات كالرمل إذا
تعرض للكسر، منع الاحتلال دخوله فاستعضنا عنه بزجاج الجيلاتين”.
الأندلسية المول الأضخم في القطاع
ويتابع “ناهيك عن صعوبة إدخال، البضائع نفسها، فنحن حريصون على مواءمة
الأسعار لجميع فئات الناس، بل إننا كنا حريصين على شراء بضائعنا بأنفسنا
وفتح خط خاص لضمان جودة ونوع المنتج، فنعد بأنك سترى لدينا ما قد لا تراه
لدى غيرنا”.
أقسام المول
بدأ العمل على المشروع منذ أكتوبر 2010، وهو أول مول حقيقي فيه تجهيزاته المختلفة من نقاط البيع والسلم الكهربائي وثلاجات خاصة.
يتحدث العيسوي عن الأقسام فيقول : ” هناك هايبر ماركت، لحوم، خضار، مركز ألعاب إلكترونية، مقهى، صالة عرض، وغير ذلك”.
لكن المول يتميز بخدمات أخرى، فعلى الرغم من أنه يقع وسط مدينة غزة على
امتداد شارع الشهداء، إلا أنه قد يكون في بيتك، يقول العيسوي: ” نحرص على
تقديم خدمات مميزة لأول مرة تنفذ في القطاع، فسيكون بإمكانك التسوق عبر
الإنترنت وشراء ما تريد عبر صفحة المول، حيث ستشعر بأنك داخله تماما عبر
صور البانوراما، فيما تصلك البضائع إلى بيتك، كما نسعى إلى توفير بطاقة
فيزا الأندلسية، بحيث لا تحتاج إلى حمل نقود معك للشراء، وإنما شحن
البطاقة”.
آراء
على الرغم من أن المول يخدم 350 ألف مواطن على الأقل هم سكان مدينة غزة،
إلا أن أستاذ العلوم الاقتصادية د. محمد مقداد، أعرب عن تخوفه من أن يُفقد
المول بعض الناس وظائفهم عبر المنافسة الصعبة المقارنة، ونصح المستثمرين
الراغبين في دعم القطاع بدعم مشاريع إنتاجية أكثر من الاستهلاكية، غير أن
م. إيهاب العيسوي مدير المول رأى فيه بابا جديدا للعمل ويفترض أن المنافسة
ستزيد من جودة المنتجات الأخرى في السوق والتركيز على النوعية والأمانة
سينعكس بالضرور على باقي المتاجر.
محلات ملابس داخل المول
د. مقداد رأى في ذات الوقت “إيجاد مكان تتوفر فيه كل مقتنيات الإنسان فكرة ممتازة، شرط اعتماد الجودة ودعم المنتج الوطني الجيد”.
ولنكون أكثر واقعية نزلت إلى الشارع فأخذنا آراء عائلتين، أولاهما طالبت
بالمنافسة بالجودة والأسعار يقول محمد أبو حلبية ” لا بد أن يأخذ المول
معايير الجودة في المعروضات، ومراعاتنا في الأسعار”، فيما رأى أبو عبادة
افتتاح المراكز التجارية مخالفة للأولى، غير أنه اتفق مع أبو حلبية في
ضرورة توفير منتج عالي الجودة، بأسعار مرضية”.
هي إذن أبواب الاستثمار بدأت تفتح في وجه من شمروا عن سواعدهم لإنهاء ملف الحصار بلاعودة، ليقال للعدو حاصر حصارك، فسنحاصره وننتصر.