جون سينا ضد بونك.. من يفوز ومن يرحل؟

دبي- قدم سي ام بونك قبل أكثر من أسبوعين واحدة من أكثر الفقرات إثارة للجدل في تاريخ عرض "رو" الأسبوعي للاتحاد الدولي للمصارعة الترفيهية WWE، في واقعة مزجت بين السيناريوهات والواقع.

وتغلب سي ام بونك على راي ميستيريو وألبرتو دل ريو في مباراة ثلاثية لإعلان هوية المتحدي القادم لجون سينا على حزام الاتحاد الرئيسي، وبعد انتهاء المباراة أعلن بونك نيته مغادرة اتحاد WWE يوم السابع عشر من تموز (يوليو) الحالي، أي اليوم الذي تقام فيه بطولة "موني ان ذا بانك" وهو أيضا اليوم الأخير المتبقي من عقده الحالي.

ووفقا لتقرير موسع نشرته صحيفة "الغد" وعد بونك بأن رحيله سيكون مؤلما بالنسبة لـWWE لأنه سيغادر وبرفقته الحزام، وفي الأسبوع التالي قدم بونك فقرته الشهيرة، حيث أسهم في فوز أر تروث على سينا، ثم أخذ بيده المايكروفون قبل أن يتوجه إلى مدخل المصارعين الرئيسي مرتديا قميص المصارع المعروف ستيف أوستن، وجلس على الأرض وألقى كلمة تاريخية قائلا: "بينما تتألم ملقيا على الأرض، أريد أن تسمعني جيدا لأن هناك العديد من الأمور التي أريد البوح بها قبل أن أرحل. جون سينا أنا لا أكرهك، بل على العكس أنا أحبك أكثر من معظم هؤلاء في غرف الملابس، لكنني أكره حقيقة واحدة وهي أن البعض يعتبرك أفضل مصارع موجود حاليا، لست كذلك، أنا أفضل منك".

وأضاف: "الشيء الوحيد الذي تتفوق فيه عليّ هو تملقك لفينس ماكمان، لقد تفوقت على هالك هوغان في ذلك أيضا، لا أدري إن كنت أفضل من دووين جونسون (ذا روك)، فهو متملق جيد".


وبدأت نبرة بونك تزداد حدة وعدوانية وتابع: "أثبت أنني الأفضل على مدار السنوات الست الماضية، وكل ما واجهته كان الكراهية منذ أن صرح بول هايمان أنه وجد شيئا ما في سي ام بونك، نعم أنا أحد مؤيدي بول هايمان، أتعرفون أيضا من يحب هايمان؟ بروك لاسنر الذي رحل أيضا، لكن الفرق بيني وبين بروك هو انني سأترك الاتحاد بصفتي البطل، سأذهب بالحزام إلى اتحاد آخر، وربما أدافع عنه في اتحاد مصارعة اليابان الجديدة، أو اتحاد ROH".

ثم نظر إلى الكاميرا ووجه تحية إلى صديقه ونجم اتحاد ROH كولت كابانا وقال: "مرحبا كولت كابانا، كيف حالك؟".

وانطلقت صيحات التأييد لبونك عندما قال: "الأمر الحقيقي الوحيد الموجود هنا هو أنا، أنا أفضل مصارع في العالم حاليا، لقد أثبت أنني أفضل مصارع على الحلبة، وأفضل من يستخدم المايكروفون، وأفضل الموجودين على طاولة التعليق، لا يستطيع أحد الاقتراب مني، ومع ذلك، لا تجدوني على إعلانات البطولات الكبيرة ولا حتى في الأفلام ولا على منتجات WWE، وحقيقة أن دووين جونسون سيتصدر العناوين الرئيسية في بطولة ريسل مانيا المقبلة، تجعلني أشعر بالغثيان".

وهاجم بونك الجمهور بقوله: "وأنتم أيها الجمهور أحد الأسباب التي تدفعني للرحيل لأنكم من سيشترون منتجات WWE بعد رحيلي، وأنتم من استيقظ باكرا لانتظاري في المطار من أجل الحصول على توقيعي على أحد تلك المنتجات كي تعرضونها للبيع في موقع ايباي، لأنكم كسالى لدرجة تدفعكم لعدم البحث عن وظيفة".

وأخيرا وجه بونك إهانات لعائلة ماكمان بقوله: "وهكذا ستستمر الشركة في الازدهار بفضلكم، ورحيلي لن يحدث فرقا لأن العجلة ستدور، أتفهم ذلك، سيبقى فينس ماكمان مليونيرا رغم أنه بامكانه أن يتحول إلى بليونير، لكن ذلك لن يحدث طالما أن هناك من سيقول كل ما يرغب فينس بسماعه، أحيانا أقول إن الأمور ستصبح أفضل في WWE لو مات فينس، لكن أمرا لن يتغير لأن ملكية الشركة ستذهب إلى ابنته الغبية (ستيفاني) وزوجها المعتوه (تريبل اتش)".

وعندما أراد بونك سرد حادثة عن ماكمان، فصل الفنيون صوت المايكروفون الخاص به، وقطعوا البث الحي للعرض في لقطة رسمت العديد من علامات الاستفهام حول ما إذا كان ارتجال بونك حقيقيا.. أم أنه جزء من سيناريو موضوع مسبقا.

لا يوجد شك في أن الفقرة كانت جزءا من سيناريو محبوك، لكن تقارير خلف الكواليس تشير إلى أن بونك استغل الفقرة للإعلان عن رأيه الخاص فيما يخص عودة "ذا روك" واعتماد WWE المبالغ فيه على سينا، وذلك على حساب آخرين مثله، وأبدى العديد من المصارعين إعجابهم بجرأة بونك وقدرته على تحويل الهتافات المضادة له إلى عبارات تؤيد وجهات نظره.


نظريات عديدة

وفي العرض التالي، وبعد إعلان مالك الاتحاد فينس ماكمان إعفاء بونك من الفترة المتبقية من عقده، تدخل جون سينا مبديا رفضه لكل ما صدر عن لسان بونك، لكنه صرح أيضا أنه يؤيد حرية التعبير عن الرأي، وأنه لا يريد إلغاء مباراته المقررة مع بونك في "موني ان ذا بانك"، وعاد ماكمان ليؤكد فسخ تعاقد الاتحاد مع بونك فورا مشددا على أنه يخشى أن يفوز بونك بالحزام ويأخذه معه إلى اتحاد آخر، هذا الامر لم يعجب سينا الذي سلم حزامه لفينس وغادر الحلبة قبل أن يتراجع رئيس الاتحاد عن قراره بشرط واحد، هو أن يفوز سينا في المباراة المقبلة، وإذا لم يفز.. سيطرد من الاتحاد هو الآخر.

وتطورت الأمور في عرض "رو" الاثنين الماضي، خصوصا بعد إعلان ماكمان نيته التفاوض مع بونك من أجل الإبقاء عليه في WWE، لكن الأخير واصل سخريته وشدد على أنه يريد ميزات النجوم الكبيرة قبل أن يدخل سينا الحلبة ويقول لبونك أنه يريد هزيمته في البطولة المقبلة، وحول بونك استفزازه إلى سينا الذي لكم خصمه، فما كان من بونك إلا أن يمزق العرض المحسن ويقول أن فينس ماكمان سيخسر سينا وبونك في ليلة واحدة بعد غد الأحد.

وهناك مجموعة من النظريات حول ما سيحدث في المباراة، النظرية الأولى تقول أن ماكمان سيساعد بونك على هزيمة سينا ومن ثم يقدم له عرض "النجوم الكبيرة" ليبقى بونك ويرحل سينا الذي تشير التقارير الواردة من داخل الاتحاد إلى حاجته للراحة خصوصا وأنه مقبل على بطولة فيلمين سينمائيين، وهذه النظرية لن تروق لأحد رغم انها تعني ابتعاد سينا لفترة من الوقت عن الحلبة قبل مباراته المنتظرة امام "ذا روك" في بطولة "ريسل مانيا" العام المقبل.

النظرية الثانية تقول أن ماكمان سينتقم من بونك من خلال التعاون مع سينا للحفاظ على الحزام داخل حلبات WWE، وهو الأمر الذي يعني رحيل بونك، وانقلاب سينا على الجمهور، وهو سيناريو مفضل لدى جمهور المصارعة رغم أنه يؤدي لمغادرة أفضل موهبة في الاتحاد حاليا.

أما السيناريو الثالث، فهو أن يغادر سينا ويفوز بونك ويرحل هو الآخر من دون الاحتفاظ بالحزام، حيث سيقوم الفائز بمباراة "موني ان ذا بانك" باستخدام حقه في منافسة البطل والفوز على "المنهك" بونك بدعم من فينس ماكمان، والرجل الأنسب لهذا السيناريو هو المكسيكي ألبرتو دل ريو.

وفي كل الأحوال فإن المباراة ستستقطب نسبة مشاهدة عالية وتحقق أرباحا مرتفعة لاتحاد WWE الذي بات بحاجة ماسة للتغيير مع فشل نظام المشاهدة العائلية PG في إرضاء الجمهور.


سينا يتوقع هتافات معادية

وتعتبر هذه المباراة محطة مهمة في مسيرة جون سينا الذي حمل على عاتقه مسؤولية الرقي بمستوى البطولات والأحداث المهمة في السنوات السبع الماضية، فنجح تارة، وفشل تارة أخرى.

وصرح سينا أنه يتوقع المزيد من الهتافات المضادة عندما يسافر إلى شيكاغو بعد الأحد للمشاركة في عرض "موني ان ذا بانك".

وفي مقابلة مع صحيفة "ذا شيكاغو تريبيون"، قال سينا: "سبق لجمهور شيكاغو أو وجه لي هتافات نابية، جمهور شيكاغو يناصر ويعادي من يريد، إنه جمهور عظيم بغض النظر عن شعورهم نحوي".

وأضاف سينا: "سي ام بونك فخور بكونه من مدينة شيكاغو، وأعتقد أن أهل المدينة يحبونه لذلك، إنه يرتدي شعار المدينة على سرواله في المباريات، وبغض النظر عن توجهات الحضور، أعتقد أننا سنشاهد عرضا رائعا".

وتحدث سينا عن كيفية تعامل WWE مع صراحة سي ام بونك مبينا أنه يتفهم غضب المصارع البارع وقال: "لدينا مصارع من الدرجة الاولى يحب مهنته كثيرا ويحب الأداء امام الجمهور على الحلبة، أتفهم خيبة أمله، لكن لا يمكن تجاهل جاذبية عودة ذا روك إلى العروض".

وتابع: "سي ام بونك يشعر بأنه لا يحظى بالتقدير المناسب، عانينا من هذه المشكلة في السابق، ام في بي شعر بأنه لم يحظى بمعاملة جيدة قبل أن يترك الاتحاد ويمر بفترة مهنية رائعة في اليابان، والأمر نفسه ينطبق على أي تراين، أملك احتراما كبيرا للمصارعين الذين يبحثون عن النجاح وتطوير أنفسهم في اتحادات أخرى، لكن في النهاية فإن كل الطرق تؤدي إلى روما، فإذا كنت مؤديا بارعا، فإنك دائما ستجد طريق العودة".


بقية المباريات

وبعيدا عن المباراة الرئيسية، فأن الأنظار ستتجه أيضا إلى مباراتي "موني ان ذا بانك"، الأولى ستجمع بين نجوم عرض "رو"، والثانية تجمع بين نجوم "عرض "سماكداون".

ومن المعروف أن مباراة "موني ان ذا بانك" الشهيرة تقضي بأن يتنافس المصارعون المشاركون على انتزاع حقيبة معلقة في الهواء فوق الحلبة عن طريق استخدام السلالم، والمصارع الذي يلتقط الحقيبة يحصل على حق تحدي بطل العرض الذي ينتمي إليه وقتما شاء، مثلما حدث مع إيدج وسي ام بونك وجاك سواغر وذا ميز في مناسبات سابقة.

وفي مباراة عرض "رو" يتنافس 8 مصارعين هم راي ميستيريو وأر تروث وألبرتو دل ريو وإيفان بورن وجاك سواغر وذا ميز وأليكس رايلي وكوفي كينغستون، ويقف دل ريو على رأس المرشحين لنيل الحقيبة.

أما مباراة عرض "سماكداون" فتجمع بين كودي رودز ودانييل برايان ووايد باريت وكاين وهيث سلايتر وجوستن غابرييل وسين كارا وشايموس، ويبدو الأخير مرشحا بقوة لالتقاط الحقيبة.

وتبقى مباراة حزام بطولة العالم بين البطل راندي اورتن ومتحديه كريستيان مثيرة للاهتمام خصوصا وأنها الرابعة بين المصارعين منذ بدء عداوتهما قبل أكثر من شهرين.